
من الأفضل أن نتدرَّب على أن نكون قادرين على التعامل بعفوية في الظروف التي تَفرِض علينا ذلك.
الكمالية المتفق عليها اجتماعيًا: يصف هذا النوع من الكمالية -الذي تم دراسته في جامعة يورك عام ٢٠١٤- طلب التميز؛ وغالباً ما يُمارس هذا النوع على العاملين في الوظائف التي تتطلب الدقة القصوى، كالمحامين والأطباء والمهندسين المعماريين، وقد يعاني الأفراد في هذه المهن من أفكار ميؤوس منها مثل التوتر وخطر إيذاء النفس والانتحار.
ولأن لدى الصغار نزعة قوية في إرضاء البالغين -وإن كانوا مسيئين- والتوكل عليهم، فإنهم يقومون ببناء قيمتهم الذاتية على أساس ذلك.
فالرغبةُ في التميُّز وأداء الأعمال على الوجه الأكمل - سواءٌ الأعمال الدينية والدنيوية - دليلٌ على عُلوِّ هِمَّتك، غيرَ أنَّ للإنسان طاقةً محدودةً، وقدرةً مُعيَّنةً على الأعمال، وعجزًا أيضًا، ومِن رحمة الله تعالى أنه لا يُكلِّفنا إلا ما في طاقتنا ووُسعِنا، ولو تأمَّلتَ بعضَ ما وَرَدَ في الشريعة السمحاء، لأدركتَ أنَّ الشارع الحكيم قد حثَّ على الاستقامة، وهي: السدادُ والغايةُ في التميُّز، ولكن جعَلها مرتبطةً بطاقة المكلَّف؛ بحيث لا يَغلو ولا يُقصِّر.
التركيز على النتائج: بدلاً من الاستمتاع بتنفيذ الخطوات التي تؤدي إلى النجاح والتعلم منها، يركز الشخص المثالي على الناتج النهائي فقط ويعطيه أهمية كبرى ولا يصرف انتباهه إلى إكمال المهام الأخرى على أكمل وجه.
في العلاقات الحميمية أو الصداقات: يمكن للكمالية أن تجعل الأشخاص يضعون معايير غير واقعية على أحبائهم، وقد تجلب لهم إجهادا إضافيا وضغطا على العلاقات.
يشعر الإنسان الكمالي -في أغلب الحالات- أنَّه شخص محتال، ويعيش في حالة خوفٍ دائمٍ من انكشاف أمره، مع أنَّه لم يرتكب أي خطأ، ولكن بما أنَّه لا يَعُدُّ نفسه ذا قيمة إلا في الحالات المثالية، فإنَّه سيشعر في أغلب الحالات أنَّه لا يستحق ما وصل إليه.
مشكلة الإنسان الكمالي، هي أنَّ حبَّه لذاته، واحترامه لها، مشروط بالإنجاز والقيام بالأعمال المتقَنة؛ وهذا ما يسبِّب اضطرابات نفسية وجسدية؛ لأنَّه من المستحيل على أي إنسان مهما كانت درجة مهاراته أو خبراته، أن يُنجِز أعمالاً متقَنة طوال الوقت.
في حين لم يكن لديه أدنى فكرة عن لمزيد من المعلومات إمكانية تحول محنة ابنه إلى منفعة، إلَّا أنَّ نابليون كان يؤمن بذلك، وقد كان محقاً؛ حيث استمر بلير في عيش حياة رائعة وناجحة، واستعاد قدرته على السمع، وكرَّس حياته لخدمة الصم وضعاف السمع وبثِّ الأمل في نفوسهم؛ ممَّا أثر إيجابياً في الملايين.
من المفيد أن تتعلَّم مهارة مجاملة الذات، وهي أن تقوم بمخاطبة ذاتك باللباقة واللطف والذوق الرفيع أنفسهم، التي تخاطب بها الآخرين. خاطِب نفسك بصوت مرتفع.
غالباً ما تعرّف الكمالية بأنها الحاجة الدائمة إلى أن تكون على الصورة المثالية، أو حتى الإيمان بأن من الممكن تحقيقَ الكمال. و يُنظر إليها عادةً باعتبارها سمة إيجابية وليست نقطة ضعف؛ بل قد يستخدم الناس مصطلح “الكمال الصحي” لوصف أو تبرير السلوك المثالي. وفي هذا السياق، تميز “برين براون” -الكاتبة والأستاذة الباحثة في كلية الدراسات العليا للخدمة الاجتماعية بجامعة هيوستن- بين الكمالية والسلوك الصحي، فتقول: ” إن الكمالية ليست مثل السعي إلى للوصول إلى أفضل ما لديك، فالكمال لا يتعلق بالإنجاز والتطور الصحي”، وتوضح أن الكثير من الناس يتخذون من الكمالية درعا للتهرب من ألم اللوم، أو اتخاذا القرار، أو الخزي.
النظر إلى المنتج النهائي باعتباره أهم جزء في أي مشروع، ونتيجة لذلك: قد يركزون بشكل أقل على عملية التعلم، أو إكمال مهمة ما بأفضل ما لديهم من قدرات متاحة.
اكتشف الأمر الذي يقودك إلى طلب الكمال، وعليك معرفة ما يدفعك نحو هذا الكمال.
لا تثبط عزيمتك إن لم يقلّ قلقك على الفور، فذلك أمر طبيعي ومتوقع. استمر في المحاولة وكررها، وتعرض للضوء بقدر ما تستطيع.